الأحد 29 ديسمبر 2024

ارتواء الروح

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

من حوله فاصبح راهب امام عيناها يركض خلف حبها كصبى يلهو وراء الفراشات لاحظت هى نظراته فاشتعلت وجنتيها بحمرة داميه تفرك اناملها من فرط الخجل 
خرج صوت أنس 
ممكن تبصيلى يا ونس فى حاجات لازم نتكلم 
فيها
اتفضل اتكلم 
اجابته وهى تنظر للأرض بخجل ابتسم على خجلها 
لا ارفعى وشك وانتى بتكلمينى
نظرت فى عيناه اول مرة عن قرب هكذا وجدت بهم حنان افتقدته منذ ۏفاة والدها هل سيكون هو عوض عن كل الألم التى عاشته مؤخرا عن قهرتها 
وتخلى أقرب الناس عنها لكن بداخلها سؤال 
يشغل تفكيرها فسألته 
هو انت طلبت تتجوزنى ليه !
هو أيه اللى طلبت اتجوزك ليه !
ايوه انا مستغربة ليه !
اعتدل انس فى جلسته ثم اجابها 
بصى انا ابويا ماټ وكنت عيل وامى معندهاش غيرى 
دفنت شبابها عليا .. تفتكرى هى كانت نحس على ابويا .. فى ناس تعرف ربنا بتصبر وتقول الحمدلله وناس لأ .. ده اجابة اللى بيدور فى دماغك 
أما بالنسبه ليا فمن اول يوم شوفت عيونك والحزن اللى فيها شدونى ربنا بيخلق للبنى ادم ياونس روح تشبه وانتى روحك من روحى ونس ملى حياتى 
وبعد كده على رأى نبع الحنان وقعت على بوزى وحبيتك .. بحبك يا ونس 
انسي اللى عدى وعيشى معايا من جديد عايزك ونس ليا 
ياريت تنسى موضوع النشاؤم ده وتعيشى اللى جاى 
من جديد
عقد انس حاجبيه بمكر متسائلا 
وانتي وافقتى ليه !
عضت على شفتيها بقوة قلبها يدق پعنف من اعترافها
حاولت التهرب من الاجابة والاعتراف هى ايضا 
تعشقه 
انت مفيش حاجه تخلى اى بنت ترفضك 
هرفضك انا ليه !
حاول كبح مشاعره وهو يراقبها تعض على شفتيها 
كانت تبدو فى غاية الأنوثة والبراءة 
همس بصوت متحشرج 
بس كده اقولك حبيتك وعشقتك ده يبقى ردك
وطبعا جدعنتك ورجولتك معايا من ساعة ما قابلتنى انت وماما نوال
عقد حاجبيه متسائلا ببلاهة 
يعنى ايه بتحبينى انا و ماما نوال قصدك ايه 
ما تنطقى هو انا ليه قلبت شحات الغرام
مالك يا واد انت لازق فيها كده ليه 
نطقت نوال جملتها رافعه احد حاجبيها بينما هو احتلت الصدمة ملامحه لثوانى 
لازق فيها ايه ده هى على كرسى وانا على كرسى 
وبينا متر اتقى الله
كانت ونس تتمنى الارض تنشق وتبلعها من فرط الاحراج واجابته بتهكم 
طب ايه مش لبست دبلتك وقعدت ورغيت 
واتعشيت ما يلا بقى احنا بنام بدرى
انا بتطرد صح هااا .. ونس مالكيش كلمه فى اليلة دي
اخذت زفيرا تجيبه بصعوبه 
ماليش كلام بعد كلامها
ابتسمت والدته بانتصار قائلة 
سمعت يلا يا حبيبي اتكل على الله
اولاهم ظهره وهو يتمتم بكلمات غريبه
مر اسبوعان بعد الخطبة كانت تقف داخل المكتبة 
تتحدث مع فتاة تقربها فى السن بابتسامة عذبة 
بينما هو يراقبها من خلف السيارة التى يقوم
باصلاحها فجأة وجد امير يقف امامها والفتاة
الاخرى تنصرف بينما هى زادت ابتسامتها
وعلى صوت ضحكتها اشتعلت عيناه بالڠضب 
واحتقن وجه بالډماء وهو يسير نحوهم وقف
امامهم قائلا 
الهانم صوت ضحكتها جايب اخر الشارع 
والبيه ايه اللى جيبه هنا
تمتم امير فى نبرة محتقنة 
مفيش ماشى اهو
رفع انس حاجبه مستنكرا 
مالك يا برميل النكد بردوا حوار كل مرة
طب ماتعرفنى انت يا زعامة 
هتف امير بتلقائية بينما وضع انس يده على كتفه قائلا بعنجهية 
بص يابنى جو التسبيل ده انتهى من زمان
دلوقتى البنات عايزين كده حد أااا بص تعرف ابراهيم الابيض !!
عقد امير حاجبيه محاولا فهم مغزى الحديث متسائلا 
انت قصدك يعنى اخد بشلة فى وشى ذى ابراهيم الابيض كده
توسعت عيناه بذهول قائلا 
تصدق بالله انت كار الارتباط والحب ده ما كارك
بس كارك انت صح !
تلك الجملة قالتها تعقيبا على كلامه وهى عاقدة 
ذراعيها امام صدرها حك مؤخرة رأسه قائلا 
هووووبا .. مخصوم منك يومين يا أمير عشان النكد اللى داخلين عليه ده امشى على شغلك يلا
سلط نظره عليها رافعا احد حاجبيه يردف بمكر 
كل الكلام ده قبل ما اشوف العيون دول والضحكة اللى بتنور قلبى من جوه .. بعدين هو احنا بنغير
اشاحت بوجهها للجهة الاخرى تحاول تمالك اعصابها 
تحت سطوة سيطرته قائلة 
لأ مش غيره بس يعنى كرامتى
لا سلامة كرامتك .. الله.. واحنا نقدر .. بس بردوا اسمها بغير ..ما تعترفى
بقى وتقوليها
اجابته بخفوت 
طب بغير وعلى فكرة انا مش كيوت لأ ده انا ممكن اطلع جنانى عليك فبلاش بقى 
كفايه ماما نوال كل يوم تحكيلى مغامرة ليك مع واحده من اللى كنت بتكلمهم
اتسعت عيناه بدهشه ثم غرس اسنانه فى شفتاه السفلى متسائلا 
طب بذمتك مصدقه انها امى 
طب وعهد الله انا شاكك انها امى دي أخلاق مرات الأب يا جدعان
فجأة تحولت ملامحه واشتعلت عيناه بالڠضب قائلا بحدة 
صحيح ضحكتك ها .. ضحكتك اللى بترن وسط الشارع تصدقى بالله انا غلطان انى وافقت على نزولك 
و بالمناسبة انا بغير هاا وحطى تحتها مية خط
عشان غيرتى وحشه
انهي كلامه بنيرة تحذيريه بينما هى تلونت وجنتيها بحمرة الخجل ثم نظر لها يقذفها بقبلة فى الهواء 
قبل أن يولها ظهره توسعت عيناها پصدمة تهمس 
ده طلع ق ليل الأ دب وكلام ماما نوال صح
بعد مرور اكثر من ساعة وقد ذهب أنس ليباشر عمله 
بينما هى تقف ترص الكتب على الرف سمعت صړاخ
وضجيج بالخارج اطلت برأسها تنظر على ما يحدث
فى الخارج وجدت بعض الرجال يحملون أنس والډماء 
ټغرق يده
يتبع
إرتواء الروح ٦
البارت السادس 
الفراق أن تحيا وسط النيران
مرت اسوء ساعات عليها بعد تلك الحاډثه وهى تقف أمام باب غرفة العمليات وجهها احمر يكاد يتحول لون الازرق بسبب صعوبة التنفس تسب وټلعن نفسها على بقائها معهم
ستصيبهم بلعڼتها النحس كل من يقترب منها تصيبه 
طالعت الدته وعيناها قد تورمت من كثرة البكاء ناظرة لسماء تتوسل بتضرع إلى خالقها لسلامة ابنها
اغمضت عيناها پقهر مشاعر متضاربة حزن ألم سخط على حالها فهى فى نظر نفسها المذنبة الأول هى من بنت سعادتها على حسابهم 
استندت برأسها على الحائط خلفها تهمس 
يارب بس يقوم بسلامة والله هبعد خالص 
بس يقوم عشان امه الغلبانه دي
ثوانى وكان الطبيب يخرج من غرفة العمليات 
هرعت إليه ونس و نوال بلهفة 
طمنى يا بنى عليه الله يسترك ابنى ماله
ازاحه الطبيب كمامته متحدثا بعملية 
الحمدلله ياحاجة متقلقيش بس صباع ايده الشمال الصغير اتضرر جامد واضطرينا نعملوا بتر لعقلتين 
و فى شرخ وعملنا ليه جبيره نتيجه للعربيه اللى وقعت على دراعه وهو تحتها لكن هو كويس وزى الفل مفهوش اى حاجه وكمان على بليل ممكن يروح ويجى كل يوم لغيار على الچرح
وضعت ونس يديها على شفتيها تكتم شهقتها بينما تحدثت نوال 
اشوفوا يابنى طمن قلبى يسترك هو فين
أومأ الطبيب ثم قال بهدوء ليطمئنها 
بس بيفوق جوه فى العمليات وهينقلوه دلوقتى متقلقيش ياحاجه ديه ايدوا الشمال وصبعه الصغير
يعنى مش هيأثر اوى اطمنى
ثم تركهم وانصرف فاقتربت ونس منها تضمها وتجلسها 
على المقعد خلفها تحاول تهدأتها ثوانى وكانت تخرج الممرضة من الداخل تدفع السرير ذو عجل للأمام 
نهضت نوال مسرعه ومن خلفها ونس تهبط دموعها بكثرة حتى وصل للغرفة
رمش عدة مرات فى محاولة لفتح جفونه بصعوبة 
اقتربت منه والدته سريعا تضمه لها بكل ما يجيش فى صدرها من مشاعر امومة ټحرق قلبها
أما هى ازالة دموعها سريعا و وقفت مباشرة امام فراشه 
كان ريقه جاف فهمس 
عايز اشرب
ناولته والدته كوب الماء ارتشف منه قليلا ثم اخذته منه 
حاول الاعتدال من وضعه فتأوه بشدة ساعدته والدته ليجلس
ابتلع ريقه وهو ينظر إلى ذراعه متسائلا 
هو أيه اللى حصل انا اخر حاجه فاكره كلام 
الدكتور فى عمليات تخاطيف كده
الحمدلله ياحبيبى ربنا ستر المهم انك بخير 
الحمدلله الحمدلله غرزتين بس فى ايدك
اجابته سربعا لتطمئنه لكن الطبيب اخبره قبل البدء فى العملية بأمر البتر تنهد و رفع عيناه لتلك الصامته
التى تقف امامه فهبطت دموعها تلقائيا ونظرت
له بنظرات ذات مغزى علم فورا مقصدها 
فرمقها بنظرات عاتبة لتحميل نفسها ذنب ليس
لها شأن به إلى متى ستظل حبيسة تلك الفكرة 
رمقته بجسد مرتعش قليلا قائلة بصوت باكى 
حمدلله على سلامتك
هو انتوا عاملين كده ليه انا زى الفل ومش عقلتين هيأثروا عليا انا الحمدلله بحمد ربنا انها ماكنتش اكبر من كده ممكن كفاية عياط 
قال جملته وهو مثبت نظره عليها
ابتسمت والدته وقد تبخر حزنها وهى تربت على كتفه بحب صادق وهمست بحنان 
الحمدلله على كل شئ يا حبيبى كفايه انك قدامى بخير
أومات بملامح شاحبه تجلس على المقعد خلفها بلا روح ساكنه تختلس فقط نظرات إليه نظرات حزن دفين لما ستقوم به انتبه على نظراتها التى تمزق نياط القلب فابتسم لها مطمئنا 
عادوا إلى منزلهم وتمدد انس على الفراش بمعاونة والدته بينما هى الحزن يخيم عليها لا حول لها ولا قوة 
تود ان تصرخ بأعلى صوت من قسۏة الحياة
انصرفت نوال قائلة 
هحضرلك الأكل بسرعه وجاية
قادتها ايضا خطواتها للخارج خلف والدته لكن اوقفها انس 
مناديا 
ونس استنى
اجابته لكن لم تلتفت له 
نعم
قطب حاجبيه باستغراب قائلا 
ايه هتكلمينى وانتى مديانى ضهرك !
اجبرت نفسها على الاستدارة تطالعه بثبات زائف 
قائلة بصوت مبحوح من اثر البكاء 
لا بس رايحه اساعد ماما
تنهد انس بقلة حيلة
وحرك عيناه عليها بنظرة ثاقبة 
ثم قال 
انتي مش السبب ده وارد وبيحصل و قضاء وقدر 
كفاية تلومى نفسك وكفاية دموع 
بعدين بقى كل الدموع ديه عشان حاسة أنك السبب ولا خوف عليا وحب وكده بقى
اصدرت تنهيده حارة بشجن كيف تبوح له أنها كانت ستجن من رعبها عليه وانه إرتواء لروحها بعد سنين عجاف 
هو من عشقته تمنت لو كانت هى مكانه
همست 
اكيد خوف عليك طبعا ربنا يبعد عنك اى سوء عن اذنك
انصرفت مسرعه لا يعلم لما انقبض قلبه ارجع 
رأسه للخلف يتنهد بتعب
وارهاق لكن أتاه 
النوم سريعا من اثر المسكنات وذهب فى نوم 
عميقا
بعد عودتها ولجت لغرفتها تسير بخطوات متثاقلة تحضر حقيبتها وتضع بداخلها ملابسها تلوم نفسها بقسۏة لكنها قد عزمت الرحيل لكن قلبها يعاندها يرفض الرحيل دون أن يطمئن عليه بينما عقلها يزجرها بقوه نيران اضرمت بها فبعد ان وجدت الأمان والسند والاحتواء بينهم 
الحياة تقسو عليها ثانية دموعها تنهمر بغزارة اغلقت حقيبتها ووضعتها بجوار الفراش ثم تناولت ورقة وقلم كى تكتب رسالة لتخبره برحيلها سترحل كما رحلت من بلدتها لكن هذه المره جسدا بلا روح الآن فقط تشعر بمعنى الوحدة
فهو فى الايام القليلة الماضية اصبح كل شئ بالنسبة لها مسحت دموعها وتوجهت نحو الفراش تدثر نفسها بالغطاء عازمة على الرحيل فى الصبح..
على صعيد اخر يجلس فى غرفته كمن يجلس على الجمر لا يعلم سبب انقباض قلبه فهى لم تأتى لتطمئن عليه ثانية نهض من على فراشه متجها للخارج
يبحث عن والدته وجد امه فى المطبخ تجلى الصحون 
ابتسم لها بسعادة يلقى التحية 
صباح الفل يا امى
استدارت لها بابتسامة هادئة 
صباح الورد يا حبيبى قومت ليه انا كنت بحضرلك الفطار وجايه
نظر لها بجدية ثم قال 
فين ونس يا أمى !
تلاشت ابتسامتها عاقدة حاجبيها تهمس 
ونس !!!
اول ما رجعنا من المستشفى كانت معايا هنا 
وبعد كده راحت الشقه هناك ومجتش تانى
وزى ما شوفت البيت مخلصش من الناس واتلهيت اسال عنها .. بس غريبه

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات